مما غاظني من ديني أثناء نصرانيتي, وشد انتباهي إلى الإسلام , أننا احتكمنا إلى الشريعة الإسلامية ونحن مسيحيون في أمر الميراث , نظراً لعدم وجود شريعة للميراث عند المسيحيين.
وكذلك لما تزوجت أختي الكبرى ونحن أرثوذكس , من رجل بروتستانتي من دون أن نعرف . وعلمنا بعد الزواج و جاء أحد الكهنة يلوم أبي على هذا الزواج , و لما سألنا عن شرعية هذا الزواج قالوا لنا إنه حرام ويجب تطليق أختي من زوجها بالشريعة الإسلامية , لأن المسيحية لا يوجد في شريعتها طلاق لاختلاف الملة و الطائفة , والزواج من خارج الطائفة مُحَرّم بحسب أوامر البطاركة الذين يُكَفّر كل واحد منهم الطائفة الأخرى, فلا يوجد حل لهذا التضارب إلا باللجوء للشريعة الإسلامية .
و مما زاد وغطى كما يقولون أن الممثلة المسيحية الأرثوذكسية ( هالة صدقي ) طلقت زوجها الأرثوذكسي بقانون الخُلع الإسلامي , لأنه لا يوجد عند الأرثوذكس طلاق بسبب النفور الشديد بين الزوجين , فخرج البطريرك شنودة في التليفزيون موافقاً على طلاقها و سمحوا لها بالزواج من رجل اّخر و قال : لا مانع من اللجوء إلى الشريعة الإسلامية فيما نقص من الشريعة المسيحية ( التي وضعها البطريرك كيرلس السادس والمجلس المَلّي منذ خمسين سنة ) وقال حتى يتسنى لنا وضع قوانين جديدة تواكب العصر .
و( سنة 1988 حين توفي والدي ) , سألت في الكنيسة لماذا لا توجد لنا شرائع مسيحية , أو نتحاكم إلى شريعة اليهود , فقالوا لي : لا توجد شرائع مسيحية أو يهودية للميراث . فأصابني الذهول , إذ كنت أظن أنه توجد شرائع ولو تكون من وضع الآباء من تلاميذ المسيح أو البطاركة والرهبان. وقالوا لي أن البطريرك سيضع لنا شريعة بالروح القدس .
بينما نجد في الاسلام شريعة كاملة لكل شيء, في القراّن والسنة النبوية , كل ما يخطر على بال بشر , و قوانين و أحكام لكل المعاملات , والتجارة , وأحكام العبادات كلها , والقصص الصحيح من دون ذم الأنبياء ومن دون قصص الزنا والكلام الجنسي الفاضح , و التعليم الصحيح والأمثال , وكل شيء عن القدر وعن الجنة والنار , وأحداث قيام الساعة , وأحداث يوم القيامة وأحوال الناس في الجنة وفي النار , وعن الغيبيات مثل الشيطان والجن وأصلهما وأحوالهما والصراط والبرزخ و القبر ....الخ
والاسلام فيه عبادة محددة بالكتاب والسنة , لا تختلف من بلد لبلد , عبادات يومية علنية جماعية وفردية , من صوم وصلاة وصدقة وزكاة وعمرة وحج . ليس لإنسان أياً كان أي دخل فيها , ولا النبي محمد نفسه , عليه أفضل الصلاة والسلام.
وللمسلمين أعياد موحدة مذكورة في الكتاب والسنة : عيد الفطر وعيد الأضحى ويوم الجمعة . لم يضعها بشر ولا تكون لبشر.
= وللمسلمين كلهم حول العالم حج واحد في مكان واحد وبعبادات وبشعائر واحدة .
وكل هذا لا يوجد له مثيل في المسيحية على الإطلاق .
لهذه الأسباب و غيرها وجدت أن الاسلام دين متكامل و له شريعة متكاملة ,و لا يحتاج لشريعة من غير الاسلام , وكل ما فيه محكوم بكتابه وسنة نبيه , وكله يتجه إلى الله وحده , فقلت لنفسي : انج بنفسك , وأسلمت وجهي لله وحده لا شريك له , فأسلموا تَسلموا في الدنيا و الآخرة . هداكم الله .
0 تعليقات
شاركونا بآرائكم وتعليقاتكم