فِي كِتَابه «مَهزلة العَقْل البَشري»، يذكر المفكر علي الوردي قصّة معبرة يَقول فِيهَا: (يُحكَى أنَّ جَمَاعة مِن الفِئرَان، اجتَمعُوا ذَات يَوم، ليُفكِّروا فِي طَريقة تُنجيهم مِن خَطَر القِطِّ، وبَعد جَدَلٍ عَنيف، قَام ذَلك الفَأر المُحتَرَم، فاقتَرَح عَليهم أَنْ يَضعوا جَرسًا رَنَّانًا فِي عُنق القِطّ، حَتَّى إذَا دَاهمهم؛ سَمعوا بِهِ قَبل فَوَات الأَوَان، وفَرّوا مِن وَجهه. إنَّه اقترَاحٌ رَائِع لَا رَيب فِي ذَلك، ولَكن المُشكِلَة الكُبرَى؛ كَامِنَة فِي كَيفية تَعليق الجَرَس عَلَى عُنق القِطّ، فمَن هو ذَلك العَنتَري الذي يَستَطيع أَنْ يَمسك بعُنق القِطِّ، ويَشدّ عَليه خيط الجَرَس، ثُمَّ يَرجع إلَى قَومهِ سَالِمًا غَانِمًا؟.. نَسَي صَاحبنَا الفَأر، أَنَّ اقترَاحه لَا يُمكن تَطبيقه عَمليًا، فالقِطّ سَوف يَأكل كُلّ مَن يُريد أَنْ يَشدّ عَلى عُنقه جَرَسًا مِن مَعَاشِر الفِئرَان).
المغزى من القصة هو أنه لا ينبغي في الفكرة أن تكون رائعة وجميلة بحد ذاتها...بل المهم أن تكون عملية...إن الفكرة تشبه المفتاح...لا يهم إن كان ذهبا أو خشبا أو نحاسا...المهم هو أن يفتح الباب
0 تعليقات
شاركونا بآرائكم وتعليقاتكم