ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺎﺕ ﺯﻭﺟﻬﺎ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﺼﺪﻕ ﻋﻨﻪ، ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺗﺼﻨﻊ ﻃﻌﺎﻣﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻭﺗﺮﺳﻞ ﺑﻪ ﻣﻊ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﻓﻘﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻛﻮﺍﺥ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﻨﻌﻪ ﺃﻣﻪ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻮﺥ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻌﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺠﻮﻉ ﺷﺪﻳﺪ ﺛﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻳﻨﺎﻡ ﺟﺎﺋﻌﺎ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺻﻨﻌﺖ ﺍﻷﻡ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ( ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ) ﻃﻌﺎﻣﺎ ﻭﺃﺭﺳﻠﺖ ﺑﻪ ﻣﻊ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ، ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ، ﻭﺭﺟﻊ ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺎﺑﺪ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﺠﻮﻉ، ﺛﻢ ﻳﻨﺎﻡ ﺟﺎﺋﻌﺎ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺻﻨﻌﺖ ﺍﻷﻡ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻃﻌﺎﻣﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﺻﺪﻗﺔ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ، ﻭﺃﺭﺳﻠﺖ ﺑﻪ ﻣﻊ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻧﻔﺴﻪ، ﺃﺧﺪ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺻﺎﺭ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻜﻮﺥ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﺃﺿﺮ ﺑﻪ ﺿﺮﺭﺍ ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻓﺄﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻧﺎﻡ، ﻭﻫﻮ ﺷﺒﻌﺎﻥ، ﻓﺮﺃﺕ ﺍﻷﻡ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ : ( ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ) ، ﺍﻧﺘﺒﻬﺖ ﺍﻷﻡ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﺘﻌﺠﺒﺔ ﻭﺳﺄﻟﺖ ﻭﻟﺪﻫﺎ، ﻭﻟﺪﻱ .. ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻛﻨﺖ ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻭﻗﺒﻠﻬﺎ؟ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﻳﻘﻮﻝ : ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻮﻟﺪ : ﻗﺪﻣﺖ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺠﻮﻉ، ﻭﻧﻤﺖ ﺟﺎﺋﻌﺎ، ﺇﻻ ﺃﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻟﻢ ﺃﻃﻖ ﺃﻥ ﺃﺗﺤﻤﻞ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﺠﻮﻉ، ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﺿﺮ ﺑﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍ، ﻟﺬﻟﻚ ﺃﻛﻠﺖ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺎﺀ ﻭﻧﻤﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﺷﺒﻌﺎﻥ، ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺍﻷﻡ ﺃﻥ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺄﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺼﺪﻕ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﻮﺧﻪ.
0 تعليقات
شاركونا بآرائكم وتعليقاتكم