و أنا في طريقي إلى المطار . .
ما إن رأيت أول شرطي مرور حتى أوقفت السيارة و طلبت من السائق أن ينتظرني قليلاً ،
إذ كنت قد علمت أن الشرطي في تلك البلاد كلما اقترب منه أحد المارة و سأله سؤالاً .. يرفع يده و يؤدي له التحية ثم يجيبه على سؤاله.
و لذلك تقدمت منه و سألته أين طريق المطار ؟
فرفع يده و أدى إلي التحية و أجابني بكل رحابة صدر.
ثم ابتعدت عنه قليلاً و عدت إليه مرة أخرى و سألته كم الساعة ؟
فرفع يده و أدى لي التحية و أجابني .
ثم أخذت أودعه و أعود إليه و أسأله تارة كم عنده من أولاد ؟ و كم راتبه ؟ و هو يجيبني بنفس التحية و نفس الترحيب حتى شعرت بأنني اكتفيت .
فأسرعت الى السائق راضياً معتذراً فقال :
- ما قصتك انت و هذا الشرطي ، لقد أرهقته ؟
فقلت :
- القصة و ما فيها:
أن الشرطي هنا كما ترى عندما تسأله سؤالاً يرفع يده و يؤدي لك التحية ثم يجييك على سؤالك.
أما عندنا في الشرق ؛
فالشرطي لا يرفع يده إلا للضرب ، و لذلك فعندي جوع تاريخي للاحترام و الشعور بالانسانية ،
و لذلك أخذت معي زوادة من هذه الأشياء لا أكثر و لا أقل.
محمد_الماغوط
0 تعليقات
شاركونا بآرائكم وتعليقاتكم