هيباتيا فتاة مصرية من مدينة الإسكندرية واسمها مشتق من الاسم اليوناني هيبتوس بمعنى ذات المقام الرفيع .
ولدت هيباتيا في عام ٣٨٠ ميلادية في عصر الأحتلال الروماني لمصر وعلى الرغم من أن أي أحتلال يدمر الدول ويصيبها بالتخلف إلا أن مدينة الإسكندرية ظلت منارة للعلم بسبب كتب مكتبة الإسكندرية وحلقات التدريس التي تتم بها و التي كانت تمتد على مدى قرون من الزمان .
كان والدها هو ثيون عالم للرياضيات أيضا وكان آمين لمكتبة الاسكندرية فمكن هذا هيباتيا من الحصول على علم وافر من والدها ومن المكتبة، فأظهرت براعة واضحة فإنتبه لها والدها وارسلها إلى روما لتدرس مزيدا من العلوم فتفوقت على اقرانها وبرعت في تحصيل العلوم المختلفة بشكل منقطع النظير وعادت للإسكندرية بعلم وفير للغاية .
وأهلها هذا النبوغ بأن تصبح معلمة متميزة يأتي لها طلاب العلم من شتى دول الإمبراطورية الرومانية حيث أصبحت تدرس الرياضيات والفلسفة بل ولها الكثير من العلم في الفلك ورسمت مواقع المجرات في السماء باستخدام جهاز بسيط هى من اخترعته كما اخترعت أجهزة أخرى مثل الهيدرو متر وهو جهاز لقياس كثافة السوائل .
و هيباتيا كإنسانه كانت جميلة ورقيقة ومتواضعة للغاية فلا تحب الظهور أمام العامة كثيرا بينما تقف بثقة أمام الحكام بدون أن تفقد هيبتها وأمام طلابها لتعليمهم العلوم المختلفة .
كان حاكم مدينة الإسكندرية أوروستوس في الأصل هو أحد طلابها قبل ذلك على الرغم من قرب السن بينهما وكان يحترم آرائها ويلجأ لها لطلب المشورة والحكمة، وقد تقدم لخطبتة هيباتيا والتقرب منها الكثير من الرجال والطلاب ولكنها كانت مشغولة بالعلم فلم يذكر التاريخ لها زوجا .
وكما كان من حسن حظها أنها نشأت في الإسكندرية مدينة العلم وفي أسرة متعلمة فكان من سوء حظها أنها نشأت في فترة اشتدت بها النزاعات الدينية حيث كانت الإسكندرية في ذلك الوقت مزيج من اليهود والوثنيين والمسيحيين أصحاب الدين الجديد في ذلك الوقت .
فرأى الاسقف كيرلس أن إلتفاف الطلاب المسيحيين مثل غيرهم من الطلاب حول هيباتيا هو يمثل خطر على المسيحيين ودينهم وعلى الرغم من أن كيرلس نفسه كان احد طلابها إلا أنه أصبح يعارض علومها بشدة .
لأن المتشددين من أنصار الديانات كانوا ينظرون للفلسفة والفلك على أنها دين وثني يعارض المسيحية وذلك لأن الفلسفة علم نشأ ونمى وترعرع في العصور الوثنية في روما.
وهنا بدأ يوغر صدور بعض المسيحيين المتشددين ضد هيباتيا حتى امسك بها مجموعة منهم وهى في طريقها لمنزلها بعد القيام بعملها كمعلمة في أحد حلقات التدريس بمكتبة الإسكندرية وقاموا بجرها في شوارع الإسكندرية بعد تجريدها من ملابسها حتى سحلت وسلخ اغلب جلدها ثم أمسكوا بالأصداف وقاموا بسلخ ما تبقى من جلدها وهى حية حتى توفيت من التعذيب فقاموا بقطع أطرافها وإحراقها بالنار وظلت دمائها في شوارع الإسكندرية تشهد على الجهل والتشدد الذي قتل العلم .
قتلت وهى في الخامسة والثلاثين من عمرها وبمقتلها نزلت على الإسكندرية مصيبتين الاولى هى ضياع كل ما إضافته هيباتيا لعلم الرياضيات والفلسفة والفلك وخاصة أنها قامت بالعديد من التعديلات على العديد من النظريات لعلماء سابقين وتم محوا علومها عن عمد .
والمصيبة الثانية أنه بعد مقتل هيباتيا التي كانت رمز للعلم في الإسكندرية في ذلك الوقت بهذه الطريقة الوحشة خشي باقي أهل العلم والعلماء على أنفسهم من الوقوع في نفس المصير فهربوا من الإسكندرية فخسرت الإسكندرية أهل العلم كلهم في ليلة وضحاها لتظلم في الجهل لقرون بعد ذلك .
وحكي أيضا أن سبب رغبة البعض في قتلها هى أنها كانت العقل الذي يرشد اوروستوس في حكمه للأسكندرية وأنهم أرادوا الإيقاع ب اوروستوس وتقليم أجنحته فإدعوا كذبا أن هيباتيا ساحره وقد توصلت إلى آرائها تلك حول الفضاء عن طريق ممارسة السحر .
قد أختلفوا على من قتلها هل المتشددين من تلقاء أنفسهم ولا بإعاز من كيرلس ام للتخلص من اوروستوس.
ولكن الجميع أتفق على الطريقة الوحشية التي قتلت بها هيباتيا، تحولت قصة حياتها إلى مصدر إلهام للكتاب وأطلق عليها البعض الفيلسوفة التي قتلها الجهل وشهيدة العلم وتحولت قصة حياتها إلى فيلم اجنبي يحمل اسم أجورا .
0 تعليقات
شاركونا بآرائكم وتعليقاتكم